Perverse Narcissique على حافة الهاوية (8)أمي

“كريم:” أي نوع من الأمهات كانت ؟
“Perverse Narcissique ريم (و أخيرا سؤال في محله):”أمي هي امرأة من النوع

“كريم (ساد الصمت بينهما للحظات مدركا في قرارة نفسه أن ريم كانت ضحية والدتها ثم استرسل):” كيف اكتشفت ذلك؟

ريم (بتدفق):” عندما كنت طفلة صغيرة كنت أتلقى الضرب والشتائم لسبب ودون سبب ولا أدري لماذا؟ المشكلة أنها كانت لا تعامل رائد بنفس الأسلوب، هل ترى لأنه ولد وأنا بنت؟ كانت تتشاجر مع والدي بين فترة وأخرى وأحيانا تصبح زوجة وأم مثالية أمام العائلة الكبيرة والجيران وصديقاتي في الحي والمدرسة. لو قمت بشيء سيء تشتكي لوالدي فينهال علي بالتوبيخ ولو قمت بشيء جيد يبقى رائد أفضل مني لإنه الأكبر ولأنه يحقق معدلات أفضل مني. أعود من المدرسة للبيت واضعة يدي على قلبي، كيف سيكون مزاجها اليوم؟ وأحيانا أدخل للبيت أجدها تبكي بحرقة مكتئبة لا أدري لماذا. أحاول أن أختار كلماتي بعناية قبل أن أقولها وطلباتي قبل أن أصيغها والتي كلها تصبح مؤجلة لإن طلبات حضرتها أولوية ولا يجوز أن نعترض عن ذلك. كنت صغيرة ولا حول ولا قوة لي

“كريم:” وعندما كبرت؟

ريم:”عندما وصلت إلى الثانوية أصبحت أتحداها. لا أحتمل فصرت أمسك بيدها عندما تحاول ضربي أو أهرب منها عندما تحاول ضربي بأداة في يدها و خاصة أنها تحب أدوات المطبخ وخاصة القنوط. أحيانا أحبس نفسي في الغرفة لأيام كما كنت أغلق الباب من الداخل وأحيانا كنت أهرب لصديقاتي بالثانوية بحجة تحضير الإمتحان أو أنني لم أفهم الدرس. وكنت أحيانا أجد اللذة في استفزازها بالكلام

“كريم (مندهشا):” ماذا كنت تفعلين ؟؟؟

“Bravo ريم:”أنت ممثلة بارعة، أنت مجنونة، أنت طاغية، أنت مسكينة، أنت لست أم

“كريم: “وكيف كان الوضع؟

“ريم (تضحك):” حالنا حال توم وجيري كأنني كنت أضيف النار للبنزين

“كريم:” بالظبط وكيف كان شعورك؟

“ريم:”بين قليل من الذنب لأنها أمي ولا يصح ذلك وكثير من الرغبة في الإنتقام لأنها طاغية

“كريم :”ثم ماذا حدث ؟

ريم:” ظل الحال على ما هو عليه حتى تحصلت على البكالوريا ثم التحقت بالجامعة. ساعدني جو الإقامة على بناء حياة مستقلة فبدأت أبحث عن موضوع الأم Perverse Narcissiqueالشريرة إلى أن وجدت ما يسمى ب

كل المواصفات تنطبق عليها فبدأت أشكل فكرة عن الموضوع بوعي أكثر .فهمت حجم السم الذي تحمله شخصيتها و أن أقرب الأشخاص إليها هم أول ضحاياها بدأ من والدي الذي هو زوجها ثم نحن أبنائها الثلاثة انطلاقا مني لإنها في حالة الأبناء تختار ضحية واحدة وعندما تجهز عليها تنتقل للأتية.أصبحت أتعامل بحذر شديد مع كل شخص يبدو جيد من الوهلة الأولى أتساءل في قرارة نفسي ترى ماذا يخفي خلف هذا القناع ؟ عرفت كذلك أن كل محاولة لبناء علاقة جيدة معها هي محاولة عقيمة لا جدوى منها وكل رد فعل عنيف أو مستفز من طرفي هو مشروع مدمر

“كريم:”جيد أنك أدركت كل هذا. وعليه قررت قطع علاقتك بها ؟؟؟

“ريم (مبتسمة وموجهة نظرها صوب المكتبة):”أعتقد أنك من محبي القراءة مثلي لا أدري إن كنت تقرأ لأحلام مستغانمي

“كريم:” صراحة لا،لإنني أكتفي بقراءة الكثير في مجال تخصصي، لماذا أحلام مستغانمي ؟

“ريم:” في أخر اصدارلها “شهيا كفراق” أعجبني مقطع جميل جدا حفظته عن ظهر قلب

“كريم (بفضول):” ما هو ؟؟؟

ريم:” تمارين السعادة تبدأ بقطع العلاقة مع مصدر ألمك، وعدم الالتفات خلفك. إن كنت لا تستطيع أن تغير قدرك، فلا تقدم قلبك الصغير طبقاً شهياً للأحزان. قلیل من الحزن مسموح، وبعض البكاء جائز، لكنّ إنقاذ نفسك واجب، فأمامك طریق لا بدّ لك من مواصلتها، وتحتاج إلى صحّتك ولیاقتك ونسیانك لتقطعها، وإلاّ فلن تمضي بحمولتك أبعد من نفسك. فلا أصعب من حمولة تحملها في طریق موحِش تمشیه وحدك! لأنّك لم تضع في حسبانك الفراق

“كريم:” هل جعلك فراق والدتك سعيدة
ريم: ” لنقل أنني أصبحت مرتاحة لعدم وجودها معنا تحت سقف واحد وممتنة للقدر في شيئين. الأول أنه جعل والدي ينفصل عنها وأنا في الثالثة جامعي. والثاني بانتقالها للعيش في مدينة أخرى حيث يعيش أهلها. صراحة لا أدري ما الذي كنت سأفعل لو عدت ووجدتها. ما أجده صعبا حقا هو مسامحتها على الأذى النفسي والجسدي اللذان ألحقتهما بي. رغم أنني مدركة أنها حالة شاذة والشاذ لا يقاس عليه. و لا يوجد حل غير قلب الصفحة لذا مالك حداد عادة ما كان يرد بتهكم “هل com.فكّرتم في وزن الصفحة التي نقلبها؟” لكل من يقول “يجب قلب الصفحة” حسب ما قرأت لأحلام مستغانمي في نسيان

” كريم، صفحة والدتي ثقيلة جدا. كما قلت لك وجدت الحل في اللامبالاة لإن الكراهية استنزفتني أما الحب فلا أحبها بل أشفق عليها
“كريم :”لما تشفقين عليها ؟

” لا تعرف الحب ولا تعرف كيف تحب la perverse narcissique “:ريم
“كريم (بفضول):” وماذا عنك ريم ،كيف تعرفين الحب ؟
ريم (بعد تأمل للحظات استرسلت قائلة): “عرفت مؤخرا أن الحب هو ظاهرة تلقائية تحدث دون شروط بين الأباء والأبناء، أما الحب بين الأشخاص هو عبارة عن عطاء دون مقايضة أوانتظار مقابل، هو تدفق داخلي نعبرعنه خارجيا بالكلمات الطيبة، بالأحضان والقبل، بالهدايا صغيرة الحجم كبيرة المعنى، بمشاركة الأوقات المرحة والمواقف الصعبة
“كريم (مبديا تأييدا لكلامها سألها قائلا):” كيف عرفت كل هذا ؟
“ريم: “عايشت والدي في سنواته الأخيرة، قرأت عن الحب. ممممممممم وأعتقد أنني أحببت في فترة من فترات حياتي
“كريم (مبتسم):”لما تبدين مترددة؟
“ريم: “لا أدري، يقال أنه لن تستطيع أن تمنح الحب إذ لم تكن تحب نفسك
“كريم:”هل من مشكلة في ذلك؟
“ريم :”أنا أتساءل كيف للمرء أن يحب نفسه ؟؟؟ إذا كنت سأصبح نرجسية مثل والدتي لا شكرا أنا في غني عن ذلك”
كريم (ضاحكا):”أن تحب نفسك هي حالة صحية ومطلوبة أما النرجسية فهي عبارة عن جرعة زائدة لحب الذات أعتقد أنك بحاجة هذه لمرة لكوب شاي بسكر اضافي
ضحكا معا وتذكرت ريم فنجان القهوة التي شربته في الحصة الماضية
“كريم:” كيف كانت تجربتك مع الرجل الذي أحببته؟
“ريم (مازحة ): “كريم ،أتردني أن أحدثك عن الدوار العشقيّ ؟
“كريم (بالثقة) :”اذا أردت طبعا

يتبع …نلتقي على حافة الهاوية 9

على_حافة_الهاوية#

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments