على حافة الهاوية (15)العمل مع الأرواح القذرة

“كريم: “من تكون ليلى ؟
“Mentor ريم : ” ليلى صديقتي
“لك ؟ Mentor هذا رائع .كيف تعرفت إليها وكيف أصبحت Mentor كريم : “لديك
ريم : “عندما تخرجت لم أكن أفقه شيئا في عالم الشغل غير المكتسبات التي تعلمتها بالجامعة وكنت أبحث أنذاك عن وظيفة .كنت أذهب للصالونات وأرسل عشرات الإيميلات وقد كان والدي رحمه الله حريصا على إعطاء سيرتي الذاتية لأحبابه ومعارفه. صراحة لم أكن منزعجة من فكرة البطالة لإن كنت بحاجة لراحة بعد جهاد 5 سنوات في أقسام تحضيرية ثم مدرسة عليا. وفي يوم اتصلت بي مريم وأخبرتني عن يوم اعلامي حول سوق العمل بالجزائر وورشات لإعداد الطلبة والمتخرجين في معهد هندسة الكهرباء والإلكترونيك ببومرداس  حيث كانت تدرس. سجلت والتحقت بالحدث وهناك التقيت ليلى التي كانت متحدثة ممتازة ذات كاريزما عالية لدرجة أنني وددت أن أكون مثلها في يوم من الأيام .حدثتنا عن تحديات سوق العمل بالجزائر وفي المساء حضرت لها ورشة حول كتابة السيرة الذاتية ،الخطاب التحفيزي ،كيف نبني شبكة العلاقات (كيفاش نديرو معريفة) ،كيف يجب أن نسوق لأنفسنا باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي وفي نهاية ذلك اليوم توجهت لها مباشرة و أخبرتها أنني متخرجة جديدة وقد استفدت كثيرا من خبرتها وأنها أول شخص أريد الحصول على بطاقتها الشخصية  بما أنني لم أكن أكترث بجمع البطاقات سابقا. فكان ردها والابتسامة تشرق من عينيها قبل شفتيها رجاء لا تترددي في التواصل معي في حال احتجت أي نصيحة بخصوص مسارك المهني راسلني وسأجيبك حين أستطيع ذلك. أحسست أنها احتضنتني بكلامها وعدت إلى البيت بحماس كبير للبحث عن وظيفة ولكن هذه المرة باتباع نصائحها القيمة
“كريم : “كيف وجدت نصائحها ؟
ريم:” عملية جدا ولكن الحرص على تطبيقها يحتاج إلى صبر ومثابرة. تخيل أنني لكل عرض عمل أقوم بكتابة رسالة تحفيزية جديدة تتلأم مع المواصفات المطلوبة في العرض وأحيانا أقوم بإضافة أوحذف فقرة من السيرة الذاتية حتى تتلأم هي أيضا مع سياق العمل المطلوب
“كريم:”وكيف كانت النتيجة؟


Procurement Assistant ريم:”فعالة جدا وتمكنت من إيجاد أول وظيفة

في مكان كنت أعتقد أنه الأمثل حسب سمعته الرائجة في السوق إلا أنه صدق من قال (يا مزوق من برا شحالك من داخل) أه يا كريم لا أحب أن أتذكر هاته التجربة
“كريم :”وأنا أريد أن أسمعها منك وإن كان ذلك للمرة الأخيرة
ريم (ضاحكة):” هذه التجربة جزء من حياتي لا يزعجني الحديث عنها وخاصة أنني نضجت قبل الأوان (طاب جناني من الضربة اللولة) .حتى عندما كنت أتصل بليلى لطلب النصيحة كانت تخبرني ريم حان الوقت كي تكبري .ريم لست طالبة جامعية الأن ضعي نظرياتك جانبا (دخلي يديك في العجين) يجب أن تتعلمي قواعد اللعب مع الشياطين حتى تحمي نفسك دون أن تصبحي مثلهم
“كريم: “أثرت فضولي
ريم: “خلال إجراءي لمقابلة العمل قيل لي أن المهمة ستكون صعبة وأن سأعيش في حالة طوارئ، قد يتصلون بي ليلا ،فهل أنا مستعدة ؟أجابت بنعم دون أي تردد في الأخير أنا أبحث عن تجربة وقد وجدتها، دخلت إلى العمل و في أول يوم توجهت لشخص يخيل لي أنه كان من أحد رؤسائي
“كريم : “عفوا قلت يخيل لك ؟؟؟ ألست متأكدة
“ريم: “صراحة دخلت وخرجت ولا أدري من كان منهم رئيسي (بسلامتهم بزاف) يعشقون لقب مسؤول مع اسقاط المسؤولية

“كريم: “رجاء واصلي ماذا فعلت

“Fiche Descriptive de poste” ريم :”طلبت شيئان .الأول البطاقة الوصفية للعمل

بتكبر ظاهر على وجهه يوحي بكلمات قرأتها من عينيه (بنت البارح وتعرف صلاحها) أعطاني إياها لأقرأها يعتقد أنني مغفلة وسأترك له المجال ليحملني أعباء خارج مهامي

“Manuel de processus et procédures de travail”والثاني

“نظر إلي مستغربا “لا يوجد، لماذا تطلبين؟

 صراحة استغربت بيني وبين نفسي كيف لمؤسسة بحجم*****ليس لديها دليل عمل

“Documentation فأجبته بنبرة أكثر استغربا:” لأتعلم العمل أريد

“فأجابني بنبرة حادة: “لا يوجد تعلمي العمل من زملاءك، اسئلي وتفادي الأخطاء وإلا ستطردين مثل الذين سبقوك

.لم أولي كلامه أهمية لأنني مقتنعة تماما أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وليس بيد رئيسي بالعمل فليفعل ما يريد. كما أنني لست مضطرة لأحبه أو أكرهه فلأحتفظ بطاقتي للعمل
“كريم :”ماذا حدث بعدها ؟
ريم:” قدمت أفضل ما لدي ومع الوقت اكتشفت أني أعمل مع حثالة محترفين يتقدمون في مسارتهم المهنية بالتطفل ولحس الأحذية (يطلعوا بالشيتة)…أه يا كريم لو نغير الموضوع مجرد تذكرهم يصيبني بالاشمئزاز لإن أتذكر العفن ويخطر لي أن أكتب عن الأرواح القذرة كما كتب جبران خليل جبران عن الأرواح المتمردة
“كريم (يضحك):”لماذا ؟

ريم:” لم أستفد من أي تأطير أو مرافقة خلال الأشهر الأولى. فكنت أبحث عن المعلومة بنفسي فأضيع وقت كثير وتحت الضغط أخذ قرارات خاطئة لأنه لا يوجد من يقرر الكل يتحدث ولا أحد يفعل كما أخبرتك لدي مسؤولين كثر ولا أحد يقررلإن أي قرار هو قرار خارج صلاحيتهم ولا يستطيعون تحمل عواقبه. وبالفعل مع الضغط اليومي للعمل وطلبات الزبائن التي لا تنتهي والتي قد تتغير بين المغرب والعشاء وجدت نفسي أغادر منزلي في الظلام لأعود إليه في الظلام. مع مرور الوقت وقعت في أخطاء كلفت المؤسسة خسائر جسيمة. En (ما هو ترتيبه الأول، الثاني أم الأخير copieفي حال كان En copieناهيك عن أزمة التواصل مع رؤساءي في العمل الذي قد يقيمون الدنيا ويقعدونها على إيميل (هل هو المرسل إليه، هل هو

   وحذار ثم حذار أن أتجرأ وأراسل رؤساؤهم حتى وإن كانوا هم من راسلوني لطلب معلومة

. أحد رؤسائي يعاني أزمة في إدارة وقته وأولوياته وبالتالي لا يقرأ ايميلاته ويقرر بعد فوات الأون. والثاني لا يختلف عن متسكع لا تسمع منهم إلا الألفاظ السوقية وأنت تتحدث معه ينتابك شعور أنك في الشارع وليس في مؤسسة اضطررت لإيقافه عند حده مرات عديدة ولكن لا حياة لمن تنادي كل مرة أتشاجر معه ليخفض صوته أو يضع فرامل على لسانه. أه كم يعشق الصراخ، تجريح الزملاء، التقليل من شأنهم والتشكيك في قدراتهم أمام المدراء كل هذا حتى يشعر بالأفضلية. كأنه بهذه الطريقة يمارس سلطته التي منحها لها منصبه. عندما يقوم فريقنا بعمل جيد كل التقدير والجوائز تعود له وإذا أخطأ الفريق يبحث عن فرد منه ليوجه له أصبع الاتهام. والثالث مشغول طوال الوقت بتخفيض التكاليف دون مراعاة الحد الأدنى لجودة المنتج أو الخدمة ثم من يواجه شكايات الزبائن طبعا حضرتي وزملائي من الطبقة الكادحة
“كريم: “هل فكرت في البحث عن عمل جديد؟

“ريم: ” لم يكن لدي الوقت حتى لأفكر. كما أني مقتنعة أن البحث عن عمل هو بحد ذاته وظيفة بدوام كامل. ثم أن ترك العمل لم يكن خيارا متاحا لي
“كريم (بفضول):”لما؟
ريم :” لعدم توفر البديل أنذاك أولا. كما خفت أن أدمر مساري المهني بإعطاء صورة سيئة عن عدم استقراري في وظيفة لأكثر من سنة ثانيا. وثالثا كان أهون علي أن يوقفوني من أن أنسحب. أمقت الخسارة كما أمقت لحس الأحذية فكنت كل مرة أستمتع بتجاهلهم والتظاهر بالغباء والنسيان أمامهم لأقوم بما يحلولي وما أراه مناسبا

“Burn Out كريم : “لما تفكرين على أن الانسحاب خسارة هل تدرين أنك كنت في الطريق إلى

“Période d’essai non concluante ريم (تضحك): “الحمد لله أنه تم فصلي خلال أول اجازة أخذتها بحجة

“كريم:” مع أنني أتطلع لمعرفة المزيد عن حياتك المهنية ومع ذلك سأتركك ترتاحين اليوم ونواصل الأسبوع القادم في نفس التوقيت

 16 يتبع …نلتقي على حافة الهاوية

على_حافة_الهاوية#

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
4 Comments
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
Job hunter
Job hunter
4 years ago

I love it so much
Wanna read more

Ismail
Ismail
4 years ago

Salam leila ,

c’est la première fois que je lis tes articles , pour cette épisode c’est le cas de tt le monde .
j’attend la prochaine épisode parce que je pense qu’elle va m’aidé je suis en burn out .

rabi yjazaik et bitawfik

Tahar
Tahar
4 years ago

Thanks Salma for this very good writeup. It’s great to convey ideas through stories which makes it both entertaining and informative. I wouldn’t hide my resentment toward many of the old generations (hasha li mayesthalhash) who have made so much harm to people and to their organizations out of insecurity, ignorance and self righteousness. This applies to both competency and treating people with decency. I tend to say that millenials and young generations can do better because first, it’s easy to do better when many of our predecessors were mediocre (hasha li mayesthalhash) and 2nd because the level of indoctrination… Read more »

proudtoleave
proudtoleave
3 years ago

الأرواح القذرة because of them I lost my job,my friends,my real colleagues,
يقولك ديرني كي خوك في الاخير تلقاه هو لي يحفرلك اكثر من اي واحد اخر ????/??/?? الحمد لله على كل حال