كريم:” كيف كانت تجربتك مع الرجل الذي أحببته؟”
ريم (مازحة ): “كريم ،أتردني أن أحدثك عن الدوار العشقيّ ؟”
كريم (بالثقة) :”اذا أردت طبعا “
ريم (بتردد): ” أنا لست متأكدة إن كانت عشت الدوار العشقي الذي قرأت عنه في الكتب .لإن الدوار الوحيد الذي بقي عالقا في ذهني هو الذي عشته في مدينة الألعاب بعد ركوبي للمرة الأولى والأخيرة في Roller Coaster”
كريم يضحك بشدة
ريم (مستغربة): “هل هناك شيء يثير كل هذا الضحك؟”
كريم (يحاول إيقاف الضحك): “وجدت التشبيه رائع”
ريم (متعجبة أكثر) : ” أتقصد الوقوع في الحب وركوبRoller Coaster “
كريم : ” نعم “
ريم : “كيف ؟”
كريم : “يتشابهان في مرحلتين .يعيش المرء في بداية حالة حب إحساس بالبهجة l’euphorie مشابه تماما لمرحلة صعود Roller Coaster الذي يصل للقمة ليعاود النزول إلى سطح الأرض .تماما كما تنزل حالة الحب من ذروة المثالية لتصطدم بأرض الواقع “
ريم:” جيد أن أكتشف هذا منك. لست متأكدة إن كنت شعرت به. ولم أختبر حتى الحب من النظرة الأولى الذي أعتبره شخصيا نوعا من (الخرطي)المبالغ فيه. أتسأل كيف يمكن للشخص أن يحب من النظرة الأولى؟”
كريم: ” قلت أنك لم تختبريه. كيف حكمت أنه (خرطي)؟؟؟ “
ريم (مندهشة) : “لا تقول أنه موجود أو أنك مقتنع أصلا بوجوده ؟”
كريم: ” دعك من قناعتي أنا (قصد توجيه الحوار لإن الطبيب النفسي /العقلي لا يشارك معتقداته ولا يحاول التأثير على مرضاه أو الحكم عليهم. الطبيب يسمع، يدون ويجعل المريض محور اهتمامه خلال الجلسة بطرح عدد غير منتهي من الأسئلة وحتى وإن كانت تافهة ولديها إجابة بديهية يستطيع استنتاجها بمفرده ولكن يفضل إجابة المريض حتى يتمكن من تشخيص حالته. يعامله كجراح لديه حالة يعالجها دون أن يتعاطف معها بالضرورة).”
كريم (مصرا على جعل ريم تجيب عن أسئلته):”حدثني أنت لما لا تعتقدين في le coup de foudre وأنك لم تعيشي الدوار العشقي؟ “
ريم: ” كريم بعد ما بحثت في حالة والدتي أصبحت لا أثق في أي أحد يبدو جيد من الوهلة الأولى. بحكم شخصيتي وطابع وظيفتي لا أجد صعوبة في التعامل مع الناس ولكن بحدود أفرضها بنفسي. وبالتالي لا أسمح لأي شخص مهما كان بتجاوزها يمكنك أن تسميها كذلك مسافات أمان. وبما أنني كنت مدركة مدى تشوهي من الداخل لم أرد أن أقع فريسة la dépendance affective بالتعلق بأول شخص يقول لي كلام أنا بحاجة لسماعه فقط لأنني أعاني ضمأ عاطفي فيأتي ليرويه ثم يغادر لأسباب أجهلها وأمضي ما تبقى من حياتي أتساءل لما رحل؟ لما لا يجيب على مكالمتي رسائلي الصوتية؟ ترى هل قرأ أخر ايميل أرسلته؟ وأجهد نفسي بالأسئلة التي لا أجد لها أجوبة بل وأذهب لحد جلد نفسي على أخطاء لم أرتكبها لإن حضرته يتجاهلني لأسباب لا أعلمها. صراحة لم أكن مستعدة للمراهنة بعمري القادم أتسول العطف والحنان “
كريم (يصغي باهتمام بالغ): ” إذن كيف كانت علاقتك بالرجل الذي تعتقدين أنك أحببته؟ “
ريم: ” الأشخاص الذين شكلت معهم علاقة عميقة لا يتعدى عددهم عدد أصابع يدي الخمس. هم أشخاص جمعتني بهم ظروف الحياة من دراسة أو عمل. تشكلت علاقاتنا من تعاملاتنا معا ومواقف جمعتنا سويا وهو ذات الإطار الذي التقيت فيه نذير والذي جمعتني به قصة حب دون أن تكون خطة مسبقة عن سبق إصرار وترصد”
كريم: ” كيف التقيت نذير؟ “
ريم : ” عندما نجحت في مسابقة الأقسام التحضيرية ،انتقلت إلى المدرسة العليا تخصص هندسة صناعية حيث التقيت بنذيرالذي درس بالأقسام التحضيرية بتلمسان. كنا نعمل سويا على مشاريع الدراسة وكنت أجد طريقته في العمل ممتازة وملائمة جدا لطريقتي وبالتالي ارتحنا في التعامل مع بعض وقررنا أن نصبح Binôme في كل مشاريع الدراسة وقد شكلنا ثنائي عمل ممتاز حتى تخرجنا سويا. كانت فترة رائعة شعرت خلالها بلذة الإنجاز والنجاح المشترك Win Win”
كريم : ” ثم ماذا حدث ؟ كيف اكتشفت أن لديك مشاعر نحوه أو لديه مشاعر لك أو لديكما مشاعر لبعض؟ “
ريم (مبتسمة، تعود بذاكرتها للوراء):”بطبيعة الحال عندما تخرجنا غادر كل واحد منا الإقامة الجامعية إلى بيته ومدينته. عدت أنا إلى بومرداس وعاد هو إلى مستغانم. شعرت بفراغ رهيب بعد التخرج من المدرسة. اعتدت على وتيرة العمل والضغط اللذان لا يتوقفان عن الازدياد بالمدرسة لأجد نفسي أعاني من سقوط “حر بعد أول يوم تخرج (بضحكة متسترة) اشتقت إلى العمل مع نذير.”
“كريم (مباغتا بسؤال):” هل اشتقت إلى نذير أوللعمل مع نذير؟
“ريم (مدركة المغزى من سؤاله أجابت):” الإثنين (بصيغة التأكيد) نعم اشتقت إلى نذير
“كريم:” وماذا عن نذير؟
ريم:” أعتقد كذلك. لهذا أصبحنا نتواصل بشكل يومي خلال تلك العطلة الصيفية ونختلق الأعذار لنكلم بعضنا ونتحدث في أي موضوع. حتى أجده في يوم اتصل بي “وقال لي ريم أنا معجب بك وقد اشتقت إليك
“كريم:” ماذا كان رد فعلك؟
ريم:” طبعا تفاجأت، ارتبكت حاولت التظاهر بأن ما يقول شيء عادي لكن صوتي فضحني على سماعة الهاتف. وجدت تصريحه كدلو ثلج صبه فوق رأسي فحاولت انهاء المكالمة بحجة أنني مشغولة وصديقتي مريم بانتظاري للخروج علي أن ألتحق بها.”
“كريم:” لما شعرت بالمفاجأة والارتباك؟ ألم تتوقعي أن يحدث هذا؟
ريم:” بلى أحسست أن علاقتنا قد تأخذ منحى أخرولكن ليس بهاته السرعة ولهذا تفاجأت. أما الارتباك لأني لم أعتد أن يقال لي عبارات الثناء من نوع (أنا معجب بك) أو عبارة (اشتقت إليك) بالتحديد
“كريم:” هل فرحت؟
“ريم:”فرحت جدا لإن شعرت أنها صادقة ومن القلب رغم كل التنبيهات التي يصدرها عقلي قائلا حذاري
“كريم:” ألا تسمي هذا دورا عشقيا؟
“ريم (عينيها توحي بعلامات التعجب):” هل هو حقا ؟؟؟ لا أدري
“كريم:” ماذا حدث بعد ذلك؟
ريم:” كونه انسان مباشر، جريء ولا يجد أي مشكلة في التعبيرعن أرائه، أفكاره وحتى مشاعره فقد استعان بفترة عملنا سويا ليوظفها في علاقتنا. لولا عملنا لما أعطيته تلك المساحة ليتعرف علي. اتصل بي في الغذ ليسأل عني فتظاهرت أنه لم يحدث شيِء. فسألني قائلا: إلى متى ستتهربين؟ إذ لم أعجبك ولم تشتاقي إلي أخبرني بذلك أيضا. سأنسحب من الأن ولن أزعجك مجددا. أخرسني بجرأته الزائدة
“كريم:” ماذا فعلت؟
“ريم:”أخبرته يومها أنني معجبة به ومستعدة لإعطاء علاقتنا فرصة
“كريم:” جيد ثم ماذا حدث؟
Mon Binômeريم:”كنت أجد في البداية صعوبة في التفريق بين نذير
سابقا ونذير العاشق الجديد الوافد إلى حياتي. بقينا على تواصل بشكل يومي في حين كان كل واحد فينا يحضر نفسه إلى الحياة المهنية. شخصيا، عدت إلى بومرداس وبدأت أبحث عن عمل أما نذير فقد تم قبول ترشحه في برنامج
“Engineer of The Future
“كريم:” ماهذا البرنامج ؟
ريم: “هو برنامج لشركة متعددة الجنسيات تعمل على انتقاء مهندسين حديثي التخرج، أصحاب 0 خبرة عملية، لديهم مسار أكاديمي مشرف، والأهم أن يكون من hauts potentielذوي الإمكانيات العالية
وكل هذا كان متوفر في نذير الذي حقق هدفه الذي سعى نحوه منذ أن كنا طلبة بالسنة النهائية. كان هذا البرنامج طموحه الأكبر الذي ينام ويستيقظ عليه لمدة سنة كاملة. بما أن البرنامج انتقائي جدا ويعتمد على الإقصاء بعد كل مرحلة، فقد كان نذير يثابر باجتهاد لينتقل للمرحلة الأتية من استمارة التسجيل، اختبار اللغات، ، assessment center اختبار الشفوي الفردي
المهم أن نذير كان على أعصابه طوال فترة تحضيرنا لمشروع التخرج والتي تزامنت مع هاته الاختبارات إلى أن حصل على رسالة القبول خلال العطلة الصيفية ناجحBinômeلتخرجنا. سعدت كثيرا وأنا أرى حلمه يتحقق. ولا أخفيك أن ما لفت انتباهي له ونحن طلاب هو تفانيه في العمل وهذا ما جعل منا
“. أما جديته في شؤون مستقبله، تحمله لمسؤولية مساره المهني والتزامه بتحقيق طموحاته وأهدافه هوما جعلني أحبه كرجل
سكتت لمدة قصيرة ثم استرسلت
“ريم: “كريم تعبت اليوم. هل يمكنني المغادرة؟
كريم:” تفضلي بالتأكيد. أراك الأسبوع القادم في نفس التوقيت. رجاء ريم لا تنسي دواءك وإذا لاحظت أي شيء اتصلي بي على الفور وإذا لم أجبك راسلني عبر الإيميل. سنتابع تفاعل جسمك مع مضاد الاكتئاب كما أخبرتك. موفقة ريم
“ريم:” إلى اللقاء
يتبع …نلتقي على حافة الهاوية 10
Your article helped me a lot, is there any more related content? Thanks!
I don’t think the title of your article matches the content lol. Just kidding, mainly because I had some doubts after reading the article.