…قبل أن تدخل مريم بالسيارة
ريم:”مريم توقفي، دعني أوثق هاته اللحظة…أترين كيف يسخر مني القدر أمضيت 5 سنوات أمر كل صباح بمحاذاته لم أتوقع يوما أن تطأ قدماي أسوار هذا  المكان”

…الهاتف يرن
“نزيم: ” أنا في انتظارك، هل وصلت؟
“ريم :”نعم
“نزيم : “هل أتيت بمفردك ؟
“ريم: “لم أستطع القيادة. أوصلتني مريم وستعود لتأخذني حال أنهي
“نزيم: ” سأرافقك للاستقبال ثم أتركك. سيستقبلك كريم بعد حين
“ريم:” جيد. هل أطلعته عن التفاصيل؟
“نزيم : ” أخبرته أنك صديقة عزيزة بحاجة إلى مساعدة. رجاء ريم أترك العناد والكتمان خارج أسوار هذا المكان
“ريم:” العناد تركته لحظة سمعت نصيحتك وأتيت إلى هنا. أما التفاصيل فليس لدي ما أكتمه. رغبتي في الحديث تتوقف على قدرة صديقك على الإستماع
“نزيم: “ريم لست أشكك في قدرتك على التواصل. أقصد أخبري كريم كل ما يجول في خاطرك فقط. التفاصيل مهمة. لا تخاف لست هنا للمحاكمة
“ريم: “حسنا
“بهدوء تام أخذت ريم تتأمل المكان حديقة زهور، طاولات رخامية مستديرة، نافورة وطريق محدثة نفسها “منظر مريح
.الساعة تشير إلى الثانية بعد الزوال. توجهت إلى قاعة الانتظار
“عامل الاستقبال:” كيف يمكنني المساعدة؟
“ريم:” لدي موعد مع دكتور كريم
“عامل الاستقبال:” انتظري قليلا. لديه حالة مستعجلة
بعد نصف ساعة من الانتظار
“عامل الاستقبال:” ها قد جاء دكتور كريم
“ريم:” يبدو أنه جاء للتو
” عامل الاستقبال:” دكتور كريم لا يلبس مئزر
“T-Shirtريم:” عفوا …هل يستقبل مرضاه بجينز و
“عامل الاستقبال:” نعم
“ريم محدثة نفسها:” لا أدري إن كنت غير طبيعية أو أنني سأتعود على أشياء غير طبيعية في هذا المكان
“كريم:” هل أنت ريم؟
“ريم :” نعم دكتور كريم
“كريم :” تفضلي إلى المكتب. رجاء اجلسي. يمكنك مناداتي كريم لا داعي لدكتور
بينما يسحب كريم ورقة وقلم، تتأمل ريم تفاصيل مكتبه أزرق الحائط لفت انتباهها وجود مكتبة
“كريم: “ريم ما اسمك بالكامل؟
….:ريم
“كريم: “كم عمرك؟
“ريم:”29 سنة
“كريم:” متزوجة؟
“ريم:” لا
“كريم:” مطلقة؟

“ريم:” لا”

“كريم:” أرملة؟
“ريم (كأن العزباء معفية من المعاناة محدثة نفسها):” عزباء
“كريم:” أين تسكنين؟

“…ريم:” ليس بعيدا عن العاصمة …أقطن ب
“كريم:” مع من؟
“ريم:” بمفردي
“كريم:” أين أفراد عائلتك؟
“ريم:” والدي متوفي. والدتي تعيش في ولاية أخرى. أخي الأكبر يعمل بالخليج. أختي الصغرى تدرس بأمريكا
“كريم:” أفهم من هذا أن ترتيبك الأوسط؟
“ريم :”بالضبط
“كريم:” ماذا تعملين؟
“ريم: “مكلفة بالإعلام والاتصال
“كريم:” بأي مؤسسة؟
“ريم: “هل هذا التفصيل مهم؟؟؟
“كريم (بنبرة الواثق) :” نعم مهم. بأي مؤسسة تعملين؟
“ريم: “هل يفرق في شيء؟
كريم (بنبرة أكثر جدية):” نعم يهمني أن أعرف أين تعملين مع ذلك سأترك لك المجال لتخبريني بذلك متى تقررين وقبل أن نواصل حديثنا أود أن أخبرك شيئان الأول أن نجاح تعاوننا يتوقف على علاقة الثقة بيننا. والثاني أن أسرار النزلاء لا تغادر جدران هذا المكتب
“ريم (بسخرية داخلية): “يسمينا نزلاء” (وكبر ظاهر): “هذا جيد
“كريم:” ريم لما أنت هنا؟
“ريم (بعد تفكير): “صراحة لا يمكنني أن أجزم عن سبب وجودي هنا… الأكيد أنني بمحاذة الهاوية وليس لدي ما أخسره إن حاولت انقاذ ما يمكن انقاذه
“كريم:” ما هي الهاوية؟
“…ريم (ابتسمت): “طوال حياتي كنت أعتقد أن من يفكر في الانتحار هو شخص عديم الإيمان وضعيف الشخصية. إلى أن حدث وأن
بخجل سكتت ريم عن الكلام
“كريم (مسترسلا):” إلى أن حدث وأن فكرت بالانتحار. منذ متى؟
“ريم: “الفكرة أصبحت تراودني مؤخرا
“كريم:” هل أقدمت عليها؟
“ريم: ” لم أجرؤ
“كريم:” ما الذي منعك؟
ريم: ” صوت داخلي يقول لي اتق الله. حرام عليك نفسك. أميل للإعتقاد أن ذرة الإيمان التي بقيت في قلبي كانت المانع الوحيد لعدم اقدامي على قتل نفسي. ثم قناعتي أن الأشخاص الطبيعيين لا يفكرون على هذا النحو. يوجد خلل ”
“كريم:” يا لك من محظوظة
“ريم: “من أين أتى الحظ؟ هل لأنني مازالت على قيد الحياة؟
“كريم:” لاعترافك بوجود خلل. هذا مؤشر جيد
“ريم: “لم أفهم؟
“كريم:” نزلاء هذا المكان نوعان. الأول يتم جره إلى هنا والثاني يأتي بمحض ارادته. الأول لا يع بوجود خلل والثاني يدرك أن الخلل موجود
“ريم: “أي أنني أنتمي للنوع الثاني
“كريم:” بالضبط وأرى أن هذا كاف لحصة اليوم
“ريم: “هل أنهينا؟
“كريم:” هل لديك المزيد؟
ريم: “نعم، وددت أن أقول لك أنني أثق في المختصين ولهذا أتيت. تعودت أن أواجه مشاكلي بنفسي وألجأ لأهل الاختصاص عندما لا أستطيع حل مشكلتي بنفسي ولأكن صريحة أكثرانا أشعر بالعار من الألم الذي ينتابني ”
“كريم:” لماذا ؟؟؟
ريم: “لأنه ظاهريا لا يوجد شيء يستحق كل هذا الوجع. لست أعيش في حرب أو مجاعة أو دمار…أي كارثة حلت بي؟ صراحة لا أدري. كما أنني تعبت من أي شخص حولي يتهمني بنقص الإيمان …فعلا تعبت

“كريم (بعد تدوين ملاحظاته):”ريم ستقومين بفحص شامل وبعض التحاليل غذا. موعدنا القادم بعد غذ بنفس التوقيت

يتبع …نلتقي على حافة الهاوية 2

على_حافة_الهاوية#