على حافة الهاوية (16)الجلسة التاسعة

“كريم :” أهلا ريم كيف حالك ؟

“ريم (مبتسمة ):” الحمد لله

“كريم (قصد النبش في تفاصيل حياتها المهنية):”قبل أن أسألك عن نهاية الأسبوع بتيميمون أريد أن نواصل حديثنا أين توقفنا المرة الماضية. هل تشربي شيئا؟

“ريم : “هذه المرة شاي أريد أن أنقص القهوة .أما رحلتي فقد تغير المخطط في أخر دقيقة .أخبرني ماذا تريد أن تعرف حول مساري المهني ؟

“كريم: “ماذا حل بك بعد فصلك من العمل ؟

ريم (ضاحكة):”تزامن فصلي من العمل مع رمضان وعطلة الصيف ويالها من عطلة ممتازة. قضيتها أشاهد التلفاز مع والدي ومن المفارقات العجيبة أني كنت أشاهد معه يوميا مسلسل حلاوة الدنيا لمرضى السرطان. عندما تشاهد مسلسلات أو أفلام من هذا النوع تعتقد أن السرطان، الاكتئاب والموت يحدث للأخرين فقط إلى أن يحدث فعليا لك وتبدأ في التساؤل هل الفن يصنع الواقع أم الواقع يصنع الفن

“كريم : “وهل وجدت إجابة ؟

ريم: “صراحة لا أدري. المهم أنها كانت عطلة مميزة جدا قمنا بزيارة أقاربه وأصدقائه شرق البلاد. وكوني من عشاق السباحة لم أغادر شاطئ البحر بجيجل أه كم أحب هذه المدينة وشواطئها. تحصلت راندا على البكالوريا وغادرت للدراسة بالجامعة الأمريكية. فعشت رفقة والدي منذ تلك الفترة حتى ذهب ليتعالج في دبي عند رائد

“كريم :”وهل وجدت عمل بعدها؟

ريم :”بعد 3 أشهر وتزامنا مع الدخول الاجتماعي تلقيت اتصال من ليلى أخبرتني عن فرصة عمل أرادت أن ترشحني إليها لصديقها بشركة +++++ حيث أعمل حاليا (ذكرت اسمها بابتسامة لإنه أتى اليوم الذي أخبرت به كريم أين تعمل بكامل ارادتها دون حتى أن يسألها وفهمت ذلك جيدا من تعبير وجهه

“كريم :”هل رشحتك لمنصب مكلفة بالإعلام والاتصال ؟

ريم :”نعم رغم  أنه لم يكن لدي أي خبرة وشهادة في هذا المجال وقد كانت تعلم بذلك فقالت لي أرسلي لي سيرتك الذاتية وسأكتب لك خطاب التوصية لديك المؤهلات على الأقل لتبدأي تتقنين 3 لغات وبالتالي يمكنك الكتابة ولا أشك في قدراتك على المحادثة لقد لاحظتك تتواصلين جيدا مع الناس .ستتعلمين كل ما هو تقني تدريجيا لأنك ستكونين تحت التأطير خلال الأشهر الأولى ما عليك سوى أن تعلمي نفسك بنفسك من الأنترنت وتسألي إذا لم تعرفي شيئا
“كريم :” يبدو أنك محظوظة لديك ليلى تقوم بعمل ممتاز

“ريم :”الحمد لله كريم صراحة ساعدتني كثيرا وأسأل الله أن يوفقها ويقدرني على رد جميلها

“كريم :”وكيف وجدت الوظيفة الجديدة؟

“ريم (ضاحكة ):”انتقلت من النقيض للنقيض  كمن انتقل من جهنم إلى الجنة

“كريم (بفضول):” شاركيني تجربتك

ريم :”صراحة تجربتي ممتازة .كل وسائل العمل متاحة .الوصول إلى المعلومة سهل يمكنك أن تسأل دون حرج ومن لا يعرف يوجهك للذي يعرف. لا أحد يسأل متى دخلت أو خرجت هناك اجتماعات يجب حضورها بالتأكيد وهناك مهام يمكن القيام بها من البيت بالنسبة لي كنت أحاول انجاز كل مهامي في المكتب تعلمت من التجربة السابقة ألا أخذ معي شيء للبيت حتى وإن كان ردا على إيميل بسيط. لدي رئيس بمثابة مرشد حرص على مرافقتي واندماجي مع الفريق منذ اليوم الأول. أعمل بوسط يرحب بالحوار واختلاف الإيديولوجيات. نختلف باحترام دون أن يرفع أحد صوته لدي مشكلة حقيقية مع الأصوات المرتفعة. بعد انجاز العصف الذهني ننتقد أفكار بعض دون أن نأخذ الانتقاد على محمل شخصي. لا أخبرك عن أجواء البهجة أثناء التحضير لفعالية كمؤتمر أو صالون كأننا نحضر لعرس. أما العمل على مواقع التواصل الاجتماعي يوميا عبارة عن سعادة من نوع أخر رغم أنها تختلف كثيرا عن كونك مستخدم عادي. المستخدم المحترف له استراتيجية وأهداف صراحة فيها ضغط كبير لإنك يجب أن تتفاعل مع المتابعين وتجيب عن أسئلتهم وتأخذ تعليقاتهم بعين الاعتبار  .نتنقل بين فترة و أخرى بين مدن الجزائر ،نجري لقاءات مع التلفزة والجرائد ،نحرص أن نكون متواجدين في كل الفعاليات قدر الإمكان. وقد تكون الشركات القلة التي تدعم

les intrapreneurs

“كريم :”كيف تدعمهم  ؟

“ريم :”إذا كان أي فرد منا لديه فكرة تخدم المؤسسة ويريد أن يجسدها ما عليه إلا أن يطرحها ويطلب الموارد التي يمكن للشركة أن توفرها. بعد أن يدرس مسؤولو الشركة الموضوع يقررون تبني المشروع من عدمه ويخبرون المعني بالأمر بعد التشاور

“كريم :”هذا ممتاز. ماذا عنك هل اقترحت مشروع؟

“ريم (بابتسامة ساخرة ):” اقترحت ويا ليتني لم أفعل لأنني حاليا في ورطة حقيقية

“كريم :”لما ؟

“ريم :”لأني لا أريد أن أواصل

“كريم :” ما به المشروع ؟

ريم :” المشروع لابأس به .يتمثل في رقمنة المؤسسة على العديد من الأصعدة .كتبته وأرسلته إلى أحد البرامج الدولية المتخصصة في رقمنة المؤسسات .تأهل المشروع إلى المرحلة النهائية وحتى يتم قبولي للتدريب والمرافقة علي أن أجد من يتبنى مشروعي كأرضية للتجريب فاقترحته على مؤسستي حيث أعمل

“كريم :” هل تم رفضه ؟

“ريم :”ليتهم فعلوا بل تم قبوله

“كريم :” هذا جيد .لم أفهم .لماذا تريدينهم أن يرفضوه ؟

ريم :”لم أعد أريد القيام بأي شيء حتى هذا الإنجاز لم يعد له أي طعم. لا أدري كيف أشرح لك أنا لم أعد أستمتع بـأي شيء. رحلتي للتدريب مبرمجة بعد شهر ولست جاهزة للذهاب حتى، فكرة الانسحاب تراودني بشدة ثم أتذكر التزامي مع شركتي التي تنتظر مشروعي بعد العودة من التدريب فأشعر بالذنب. ثم يؤلمني رأسي من التفكير ثم أقول بيني وبين نفسي الموت أهون بكثير وها أنا هنا عندك لأنني مشروع منتحرة مع إيقاف التنفيذ. كريم أنا لا أدري لما يجب أن أظل على قيد الحياة ؟؟؟ حتى الإنجازات التي كنت أطمح إليها لم يعد لها أي معنى قد أجد في الموت راحة لم أجدها في الحياة

“كريم (بعد التأمل والتدقيق في كلامها):”الحياة ليست إنجازات وأرقام ولهذا فقدت المعنى عندما حدث ما كنت تريدنه أن يحدث. حدثت الحياة وأنت غائبة عن الوعي بإدمان العمل. هل رأيت نهاية سعيدة لمدمن؟ أمل أنك لم تسحبي مشروعك

“ريم :”لم أفعل بعد .أشعر و كأنني وسط جسر من الجسور الذي ما أن تطأه قدميك حتى تدرك أن التراجع إلى الخلف مستحيل ،التقدم فيه مقامرة لأنك لا تدري ما ينتظرك في الضفة الأخرى وبالأسفل هاوية في حال قررت أن تلقي بنفسك

كريم: “هذا جيد لإن الحياة لا تختلف عن هذا النوع من الجسور .أنت لاتستطعي الرجوع إلى الماضي مهما حاولت ولايمكنك التنبؤ بما سيحدث في المستقبل كل ما لديك هو الأن ،وعليك أن تقرري ماذا ستفعلين في اللحظة الراهنة .يمكنك أن تفعلي ما شئت في حال قررت التعايش مع هذه اللحظة كمحطة أو إلقاء بنفسك من الجسر في كلتا الحالتين هو قرارك ما أنا إلا هنا لمساعدتك على فهم نفسك.رجاء التزمي بدواءك .سنتحدث عن رحلتك الماضية و القادمة في الحصة القادمة بنفس التوقيت

17 يتبع …نلتقي على حافة الهاوية

على_حافة_الهاوية#